يعتبر ألم الانفصال العاطفي تجربة مريرة يواجهها العديد من الأشخاص، ولا يقل تأثيره عن ألم الجسد، إذ قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية التي قد تؤثر سلباً على جودة حياتهم.

فهم ألم الانفصال العاطفي

سنتناول في هذا المقال لمحة عن ألم الانفصال العاطفي وأهم الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها الأفراد نتيجة هذه التجربة، وهي كالتالي:

• يعد الانفصال من أكثر التجارب العاطفية صعوبة وتعقيدًا.
  • فالآثار السلبية الناتجة عنه تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد وتفقده توازنه العاطفي.
• بغض النظر عن الأسباب التي دفعت لإنهاء العلاقة، من المهم معرفة كيفية التعامل مع الانفصال العاطفي بشكل صحيح.
  • فهذا الشعور قد يترك الشخص في حالة من الحزن والوحدة والخوف من المستقبل.
• من المفيد دائمًا البحث عن اهتمامات جديدة واستكشاف الذات بعيدًا عن مفهوم الشراكة.
  • هذا يساعد على تعزيز الرفاهية النفسية والابتعاد عن الأفكار السلبية.
• يجب أن تتم مرحلة التخطيط بعد الانفصال، لتجنب اتخاذ قرارات مصيرية في وقت الغضب أو الحزن.
  • يمكنك الاستعانة بمعالج نفسي لمساعدتك في تحديد أولويات حياتك المستقبلية.
• يساعد الانفصال في منحك فرصة للتفكير وإعادة التخطيط للمستقبل عبر إعداد أهداف جديدة.
• على الرغم من أن البعض يعتقد أن الانفصال قد يؤدي إلى تجاهل الصحة، إلا أن من الضروري الحفاظ على الصحة البدنية من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.
  • فهذا يحسن المزاج ويخفف من التوتر.
• ننصحك باللجوء إلى الدائرة الاجتماعية الخاصة بك؛ فالأصدقاء والعائلة يوفرون الدعم في الأوقات العصيبة ويمنحونك الراحة.
• قد تُزيد الوحدة من معاناتك، بينما الحديث مع صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة يمكن أن يخفف من شعورك بالألم.

أعراض الانفصال العاطفي

يمكن أن يتجلّى ألم الانفصال العاطفي بشكل مشابه للألم الجسدي، حيث يمكن ملاحظته من خلال مجموعة من الأعراض، مثل:

• يثير الانفصال العاطفي الاكتئاب لدى الكثيرين، حيث يُعتبر الحزن من أبرز الأعراض، جنبًا إلى فقدان الشهية كعلامة إضافية متكررة.
• فقدان الاهتمام في الأنشطة والمصالح السابقة.
• مواجهة صعوبات في النوم أو الإصابة بالأرق.
• شعور بالعصبية الزائدة.
• نوبات من الذعر والبكاء المتواصل.
• مشاعر من اليأس والتشاؤم.
• ظهور أفكار انتحارية أو ميل لإيذاء النفس.
• من المهم أن يكون هناك خمسة أعراض على الأقل لتشخيص الاكتئاب الناتج عن ألم الانفصال العاطفي.
• تظهر أعراض الاكتئاب بشكل مختلف بين الرجال والنساء، حيث تعاني النساء غالبًا من مشاعر الحزن والندم، بينما يعانى الرجال من القلق وصعوبات النوم.
  • ومع ذلك، فإن النساء يميلن أكثر من الرجال لتجربة الاكتئاب بعد الانفصال، ولكن الرجال أقل استعداداً لمناقشة مشاعرهم.

استراتيجيات التعامل مع الانفصال العاطفي

إليكم بعض الخطوات والنصائح للتعافي من ألم الانفصال العاطفي بشكل صحي:

• تعامل مع حزن الفراق كأنه ألم بيولوجي، فاحتمالية تعرضك لهذا الألم أمر طبيعي، والعناية بنفسك هي الأساس لقبول تلك المشاعر كألم عضوي.
• معظمنا يواجه هذا النوع من الألم، ولكن علينا أن نضمن أهمية الشفاء، تماماً كما نفعل عند تعرضنا لإصابة جسدية.
  • لذا يجب علينا أن نتقبل فكرة أن الأمر يستغرق وقتاً للشفاء، ولا نتوقع التحسن في صباح اليوم التالي.

من يساعدك في هذه الأوقات؟

• تفكر في هذا السؤال في أقرب وقت بعد الانفصال: من ترغب بأن يكون بجانبك في هذه المرحلة الصعبة؟
• من الشخص الذي يمكنه فهم مشاعرك والإنصات لك؟ شخص يمكنه الجلوس بجانبك ومنحك الدعم.
• أعد بناء علاقتك بنفسك، ففي بعض الأحيان نغفل عن تفضيلاتنا وأهدافنا أثناء وجودنا في علاقة.
  • فقد تكون كل تصرفاتنا موجهة نحو إرضاء الطرف الآخر.
• قد نتجاهل الأنشطة التي تُدخل السعادة على حياتنا، لذلك حان الوقت لإعادة النظر في خياراتنا.
• حاول تقليل التواصل مع شريكك السابق قدر الإمكان بعد الانفصال، حيث أن العودة كأصدقاء أو التواصل الاجتماعي الشائع قد يزيد من المعاناة.
• أفضل ما يمكن فعله هو منح نفسك فرصة للابتعاد عن الدائرة الاجتماعية لشريكك السابق أثناء عملية الشفاء.
• بعد ذلك، يمكنك تقييم ما إذا كنت قادرًا على التعامل مع وجوده في حياتك مجددًا.

هل تحتاج إلى علاج نفسي بعد الانفصال العاطفي؟

أخيرًا، كيف تحدد إن كنت بحاجة فعلاً إلى العلاج النفسي؟ إليك بعض النقاط:

• لا تنتظر حتى يصدر اعتذار من شريكك، فقد نعتقد أحيانًا أننا سوف نتجاوز الألم إذا ما اعتذر الطرف الآخر.
  ولكن، ماذا عن الحالات التي لا يأتي فيها الاعتذار أو أي علامة من علامات الندم؟
• هل هذا يعني أنك لن تستطيع تجاوز هذا الأمر؟
• بدلاً من الانتظار، عليك أن تتخذ خطوة إيجابية بنفسك.
• جميعنا بحاجة للمساعدة من وقت لآخر، فلا تتردد في طلب دعم من معالج أو طبيب نفسي.
• عندما تخرج مشاعر الألم عن سيطرتك وتصبح صعبة التحمل، قد يكون من الضروري أن تلجأ إلى العلاج النفسي لتجنب التعرض لآثار سلبية.