أتت ولادة أتيلا الهوني، مع شقيقه بليدا، في منطقة بانونيا التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، حوالي عام 406م. وفي سنة 434م، تم تعيينهما حكامًا مشتركين لقبيلة الهون. وبحلول عام 445م، قام أتيلا بقتل أخيه ليصبح الحاكم الوحيد للإمبراطورية الهونية، حيث استمر حكمه حتى عام 453م. وقد أُطلق عليه لقب “فلاجيلوم داي” الذي يعني باللاتينية “بلاء الله”، نتيجة للدمار الواسع الذي أحدثه في الأراضي من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط. ساهم مقتله لأخيه في تعزيز سمعة هذا اللقب، كما نجح في توسيع سلطته لتشمل قبائل ألمانية متعددة. يُعتبر أتيلا واحدًا من أعظم القادة البرابرة الذين هاجموا الإمبراطورية الرومانية.
ينتمي أتيلا إلى عائلة ملكية، إذ أنه ابن مونزوك وأمه غير معروفة الهوية. عاش هو وشقيقه بليدا حياة تتميز ببعض القدر من الرفاهية، حيث ينتمون إلى قبيلة الهون، وهي قبيلة بدوية انتقلت من آسيا الوسطى إلى أوروبا في عام 370م.
حسب المؤرخ إدوارد جيبون، اشتهر أتيلا بنظراته الثاقبة، حيث كان يميل إلى إظهار شعور بالمتعة من الرعب الذي كان يثيره بين الناس، ومن المعروف أنه كان يهددهم بامتلاكه للسيف الأسطوري للإله الروماني للمزيد من الخوف.
إليك أبرز النقاط المتعلقة بحملة أتيلا الهونية على الإمبراطورية الرومانية:
في عام 452م، غزا أتيلا إيطاليا وقام بنهب العديد من المدن، لكنه غادرها في نفس العام دون أن يذهب إلى جبال الأبينيني؛ نظرًا للمجاعة والأوبئة التي انتشرت في البلاد. في عام 453م، كان يخطط أتيلا لمهاجمة الإمبراطورية الشرقية، بعد أن رفض الإمبراطور الجديد مارقيان دفع الجزية، بينما كان الثيودوسيوس الثاني قد وافق عليها. وُجد أتيلا ميتًا بعد وليمة زفافه، حيث كانت عروسه إلديكو إحدى زوجاته المتعددات. لم تتضح الأسباب وراء وفاته، سواء كانت قتلًا أو نتيجة لأسباب طبيعية. تم دفنه في تابوت ثلاثي مكون من الذهب والفضة والحديد، وأُعدم الذين قاموا بدفنه كي يظل مكانه سريًا.
بعد وفاة أتيلا، بدأت الإمبراطورية في الانهيار، حيث تصارع أبناؤه على السلطة. خلال بضع عقود، انهار الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية أيضًا، وهو ما كان يخشاه أتيلا تمامًا؛ أي انهيار مملكته.
أحدث التعليقات