في العصر الحديث، يبرز الشعر بشكل بارز، ويأتي شعر نزار قباني في مجال الغزل كأحد أكثر الأشعار شهرة وشعبية. يتميز شعره برومانسية ساحرة ومعانٍ عميقة. في هذا المقال، نقدم لكم إحدى أجمل قصائده مع توضيح معانيها، بالإضافة إلى بعض المعلومات عن مسيرته الأدبية.
يتسم شعر نزار قباني بالغزل بالعذوبة والأحيان بجرأتها؛ وفيما يلي نقدم لكم واحدة من أروع قصائد نزار قباني بعنوان (حبيبتي هي القانون):
أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضّة بالنّبيذ والأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النّهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبًا أو فوضوي الفكر
أو مجنونًا
إن كنت مجنونًا وهذا ممكن
فأنتِ، يا سيدتي، مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونًا، وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا رخصة
في العالم الثالث، يا سيدتي، ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا تجاوزت حرفية القانون
شاهد أيضًا:
تُعتبر قصيدة (حبيبتي هي القانون) واحدة من أبرز قصائد الغزل للشاعر نزار قباني، ويعود هذا إلى جمال أبياتها وما تتضمنه من معانٍ تعبر عن الحب والشغف العميق تجاه المحبوبة.
يصف الشاعر صوت محبوبته بجمال الفضة وتأثير النبيذ الساكن، الذي يمتزج بالأمطار الدافئة، مما يشكل صوتًا يبعث الحياة في الشاعر كل يوم. كما يتناول عيني محبوبته التي تمتاز بعمق البحر ولون الزيتون.
يتغزل الشاعر بمزاياها ويطلب منها الصفح عن جنونه في الحب، معربًا عن كونها سبب ما يمر به. كما يصرح أن الحب في عالمه يزرع اللعنة، متمنيًا المغفرة منها لتجاوزه قوانين الحب.
شاهد أيضًا:
وُلد الشاعر نزار قباني في 21 مارس عام 1923 في حي مئذنة الشحم بدمشق. وقد ورث حب الشعر عن عمه أبو خليل القباني، الذي كان له دور بارز في الأدب والمسرح في القرن التاسع عشر.
درس نزار قباني في الكلية العلمية الوطنية بدمشق، حيث تأثر بعدد من المدرسين الفرنسيين، وكانت الفرنسية اللغة الثانية في التعليم. بعد ذلك، التحق بكلية الحقوق وعمل في السلك الدبلوماسي، حيث تم تعيينه سفيرًا في عدة دول مثل مصر والصين وتركيا وإنجلترا وإسبانيا. لكنه استقال لاحقًا ليستقر في لبنان ويخصص وقته لكتابة الشعر.
بدأ شعره في مجال الغزل بالازدهار عندما وقع في حب بلقيس الراوي، التي كانت تعمل في السفارة العراقية ببيروت. وقد واجه حزناً شديدًا عند فقدها نتيجة انفجار في السفارة، فأحيا ذكراها بقصيدة تحمل اسمها.
توفي نزار قباني في لندن يوم 30 أبريل من عام 1998، وتم نقل جثمانه إلى سوريا ليدفن في مدينة دمشق في مقابر العائلة. وقد ترك وصية تبرز حبه لدمشق، حيث قال: “هي الرحم الذي علمني الشعر وعلمني الإبداع، وأهداني أبجدية الياسمين”، موضحًا أن الطائر يعود إلى عشه، والطفل إلى صدر أمه.
نختتم مقالنا بالتعرف على أجمل ما قيل في شعر نزار قباني في الغزل، حيث تناولنا إحدى أشهر قصائده بعنوان (حبيبتي هي القانون)، موضحين معانيها الجميلة وسيرته الذاتية.
أحدث التعليقات