توقيت جرينتش يعد من أبرز المعايير الزمنية المتبعة عالميًا، حيث شهدت عملية تطوير أساليب قياس الوقت مراحل متعددة عبر العصور. فقد تميز كل عصر بابتكاراته في حساب الزمن، إذ يعتبر الوقت عنصرًا أساسيًا في تنظيم شؤون الحياة اليومية للإنسان.
عمل العديد من علماء الفلك والفيزياء على تطوير طرق قياس الوقت، ومن الأساليب الهامة التي حققت شهرة واسعة هو توقيت جرينتش، والذي سنسلط الضوء عليه في هذا المقال.
توقيت جرينتش هو معيار زمني يعتمد على دوران الأرض حول محورها خلال فترة 24 ساعة، ويستند إلى خط طول يتواجد في مدينة جرينتش البريطانية. يُعتبر هذا الخط خط الصفر، حيث يتم زيادة الوقت للمناطق التي تقع شرق هذا الخط، بينما يتم نقصانه للمناطق التي تقع غربه.
حظي هذا التوقيت باعتراف عالمي من قبل المعهد الفلكي الملكي في المملكة المتحدة، وأصبح التوقيت الرسمي المعتمد في معظم دول العالم.
من الجدير بالذكر أن خطوط الطول تختلف تمامًا عن خطوط العرض؛ إذ تُستخدم خطوط الطول لحساب التوقيت، بينما تُعنى خطوط العرض بتحديد الموقع والمناخ.
تتضمن الخصائص الأساسية لتوقيت جرينتش والتي اتفق عليها علماء الفلك على مر العصور، ما يلي:
يعتمد توقيت جرينتش على وجود 360 خط طول في الكرة الأرضية، وهي خطوط متقاطعة تلتقي عند القطبين، حيث يعتبر خط جرينتش هو الخط صفر.
تتطلب حركة الأرض أربع دقائق لانتقال كل خط طول إلى الخط التالي، مما يعني أن تدوير الأرض حول محورها يستغرق 1440 دقيقة، والذي يمثل 24 ساعة، أي يوم كامل.
لتحديد الوقت، على سبيل المثال، إذا كانت الساعة 12 في توقيت جرينتش، فإن الوقت في مصر سيكون 2 ظهرًا بعد إضافة ساعتين، بينما في الولايات المتحدة يمكن أن يُطرح 5 ساعات وتكون الساعة 7 صباحًا، وهكذا يتم تعديل التوقيت بين الدول.
استندت هذه الحسابات إلى إنشاء نظام للساعة يشتمل على دقائق وثوانٍ وساعات، حيث تم تقسيم كل ساعة إلى أربع فترات أساسية تفصلها خمسة عشر دقيقة، باستخدام عقرب للثواني، وعقرب للدقائق، وعقرب للساعات لضمان دقة قياس الوقت.
تمت تسميته بتوقيت جرينتش نسبةً إلى بلدة جرينتش الواقعة في جنوب شرق لندن، والتي تُعتبر نقطة محورية لقياس التوقيت العالمي بفضل خط الطول الخاضع لها والذي يقابل القيمة صفر.
انطلاقًا من ذلك، أصبحت هذه البلدة معيارًا لقياس التوقيت العالمي لجميع الدول، طبقًا لبعد كل دولة عنها. تقع تلك البلدة شرق نهر التايمز في لندن، وقد زادت شهرتها بشكل كبير بعد اعتمادها.
مما ساهم في جذب السياح إلى زيارتها والتعرف عليها، مما عُدّوا دافعًا لتحسين الاقتصاد والسياحة في المنطقة. وقد اعتمد المعهد الملكي البريطاني على وضعها كأساس لتحديد التوقيت الزمني لكافة الدول.
تكمن أهمية خطوط الطول ودوائر العرض في قدرتها على تحديد المواقع بدقة على الخرائط الجغرافية لسطح الأرض.
تعتمد هذه الأهمية على موضع النقطة بالنسبة لخط الاستواء، وهو خط العرض الذي يقسم الأرض بالعرض، وكذلك تحديد ما إذا كانت غرب أو شرق خط الطول جرينتش.
تنقسم خطوط الطول إلى 360 خط طول، تأخذ شكل أنصاف الدوائر التي تلتقي عند القطبين، بينما تعين دوائر العرض، التي يبلغ عددها 180 دائرة، المواقع على الأرض.
تؤدي دوائر العرض دوراً في تحديد المناخ والموقع الجغرافي لكل دولة، وتُرتبط بشكل وثيق بالفصول الأربعة. تقع 90 دائرة شمال خط الاستواء و90 دائرة جنوبه، وتكون غير متساوية ومتوازية لخط الاستواء.
التوقيت العالمي هو النظام الذي يتم اعتماده من قِبَل الدول لقياس الوقت طوال 24 ساعة. وقد تم تحديد وحدة قياسه بالثانية، حيث يمثل الأساس لتنسيق الوقت بين دول العالم.
يعتمد هذا التوقيت على الثانية الذرية، وهو مفهوم فلكي يتناسب مع التوقيت الشمسي، حيث إن الثانية الذرية تعتبر تسعة أجزاء من الثانية العادية. يُحتسب التوقيت المحلي لدول العالم وفق خطوط الطول، مما يسهل تحديد أوقات شروق الشمس وغروبها لكل دولة.
يمكن أن يختلف التوقيت داخل نفس الدولة بين المدن؛ حيث قد يكون الفارق بعض الدقائق، وفي المناطق الواسعة قد يصل الفارق إلى ساعات، مثل الولايات المتحدة التي تتوزع على أربع مناطق زمنية.
أحدث التعليقات