أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل -عليهم السلام- لهداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده وترك ما يعبدون من دونه. وقد أكرم الله كل رسول بمعجزات تثبت صدق نبوته وقوة إيمانه، مما يجعلها دليلًا لكل من شهد تلك المعجزات وسمع دعوته.
واحد من أبرز الأنبياء الذين شملهم الله بمغفرته ومعجزاته هو سيدنا موسى -عليه السلام-، وفيما يلي نستعرض بعض المعجزات التي أظهرها الله على يديه.
تعتبر العصا التي تحولت إلى أفعى من أولى المعجزات التي تحدى بها موسى -عليه السلام- فرعون. ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه كيفية إظهار هذه المعجزة، فقال: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى* قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى).
استخدم موسى -عليه السلام- هذه العصا في مواجهة السحرة الذين جمعهم فرعون، وتظهر الآيات الكريمة هذا المشهد بوضوح، حيث قال: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى* قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى).
من ضمن معجزات موسى -عليه السلام- كانت إذا أدخل يده في جيبه، تخرج لها نور مشع دون أي ضرر، وقد ذكر الله -عز وجل- ذلك في قوله: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ).
بعد أن أثبت سيدنا موسى -عليه السلام- قدرته أمام فرعون والسحرة، آمن السحرة الذين شهدوا تحول العصا إلى أفعى، مما أغضب فرعون. تبعهم موسى مع المؤمنين في وضع خطر، إذ كان البحر أمامهم وجنود فرعون خلفهم. فأوحى الله إلى موسى بضرب البحر بعصاه، فانشق البحر وأصبح الطريق يابسة، ولقي موسى واتباعه النجاة، بينما غرق فرعون ورجاله. وقد وردت المعجزة في قوله: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ* وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ* وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ).
عاقب الله قوم فرعون بعد تكبرهم وطغيانهم بكافة أنواع العذاب، والتي تم تفصيلها في القرآن، حيث قال: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ). وفيما يلي توضيح لكل نوع من هذه العذابات:
كما جاء طاعون الرجز كتأكيد من الله لموسى -عليه السلام-، والذي كان يفني سبعين ألف شخص في اليوم، حيث وردت هذه المعجزة في قوله تعالى: (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ).
أحدث التعليقات