سيبويه، الملقب بأبي البشر، هو عمرو بن عثمان بن قنبر، وُلد عام 765 ميلادي في قرية البيضاء في بلاد فارس. درس الفقه والحديث تحت إشراف عدد من الأئمة مثل حماد بن سلمة ويونس بن حبيب، وانتقل لاحقًا للعيش في مدينة البصرة حيث نشأ في كنف والديه. أصبح سيبويه واحدًا من أعظم العلماء العرب، وترك أثرًا علميًا كبيرًا. تتلمذ على يديه العديد من العلماء مثل أبو الحسن الأخفش، وله مجموعة من المؤلفات. وفيما يلي أبرز كتبه:
يعتبر كتاب سيبويه في النحو من أبرز أعماله، حيث يعد أول نص عربي موسوعي يجمع فيه 42 نحويًا، مما يجعله مرجعًا لا مثيل له في تاريخ العربية. كما أن سيبويه كان من أوائل العلماء الذين وضعوا موسوعة شاملة لكل قواعد اللغة العربية، متضمنةً الأمثلة من القرآن الكريم والشعر العربي والأمثال.
بعد وفاة سيبويه، قام أحد تلامذته بالعمل على نشر الكتاب الذي يُعرف باسم “القرآن النحوي”. وقد تناول هذا الكتاب العديد من آيات القرآن الكريم وقواعد النحو العربي، مما أفاد ليس فقط أهل البصرة بل أيضًا العلماء في جميع انحاء العالم. يُعتبر هذا الكتاب من أعظم المؤلفات في تاريخ اللغة العربية.
تُعتبر المناظرة التي جرت بين مدرسة الكوفة، بقيادة الكسائي، ومدرسة البصرة، برئاسة سيبويه، من أبرز الأحداث في تاريخ اللغة العربية. حيث ناقشت المناظرة العديد من المسائل النحوية، واشتهرت بمسألة الزنبورية التي تركزت حول الاختلاف في مواضع النصب والرفع لبعض الكلمات. انتهت المناظرة بفوز الكسائي، مما أدى إلى شعور سيبويه بالفشل والحزن، واعتبرت هذه المناظرة واحدة من العوامل التي ساهمت في وفاته.
يعود لقب سيبويه إلى لونه الفاتح وجماله، حيث كان يمتلك بشرة بيضاء مائلة إلى الحمرة، وكلمة “سيبويه” تعني الرائحة العطرة الموجودة في ثمار التفاح.
من أبرز صفاته هو قدرته على تبسيط قواعد النحو، مما جعل الآخرين يُطلقون عليه لقب إمام النحاة.
توفي سيبويه في مدينة شيراز بإيران، في عام 180 هـ – 796 م.
أحدث التعليقات