تعرضت الجزائر للاحتلال الفرنسي في عام 1830م، وبعد عامين من هذا الاحتلال، اختار الجزائريون الأمير عبد القادر لتولي قيادتهم في مواجهة فرنسا، حيث تم تنصيبه في عام 1832م. وقد أبرم معاهدة استسلام مع الحاكم العثماني، الداي حسين، ضمن شروطٍ تضمن حياته وحياة أفراد عائلته.
حقق الأمير عبد القادر العديد من الإنجازات بعد توليه الحكم، ومن أبرزها:
ومع ذلك، لم تلتزم فرنسا بالاتفاقية الموقعة، وشرعت في مواصلة القتال في معركة غير متكافئة بعد حصولها على الإمدادات اللازمة. بعد مقاومة شديدة من الأمير عبد القادر، تم القبض عليه من قبل القوات الفرنسية ونُقل وسُجن في فرنسا، ليتم إطلاق سراحه فيما بعد، ثم انتقل إلى تركيا واستقر في دمشق عام 1855م.
وُلد الأمير عبد القادر بن محيي الدين من عائلة ذات نسب شريف، حيث يعود نسبه إلى إدريس الأكبر، الذي يُعتبر من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وأمه هي فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أسس جده إدريس الأكبر دولة الأدارسة وعاصمتها فاس، وذلك هربًا من بطش العباسيين. وقد شهدت عائلته العديد من التنقلات، استقرت بعضها في قلعة بني حماد، بينما انتقل آخرون إلى عين غزالة. عُرفت عائلته بالورع والعلم، وكانوا قدوة للناس في الجهاد.
قام جده مصطفى بتأسيس الزاوية القادرية، وقد ورث والد عبد القادر – محيي الدين – مشيخة الزاوية، عُرف عنه الحكمة ورجاحة الرأي. تزوج والد عبد القادر من والدته في قرية القيطنة، حيث وُلدا هناك، وأنجبا الأمير عبد القادر.
وُلد الأمير عبد القادر الجزائري في قرية القيطنة بولاية وهران الجزائرية عام 1807م. بدأ تعليمه في قريته، حيث ختم القرآن الكريم قبل أن يبلغ الحادية عشرة من عمره، ودرس مجموعة من العلوم الشرعية واللغوية. كما عمل على تعليم الأطفال القرآن الكريم.
في عام 1821م، سافر عبد القادر إلى مدينة أرزيو بشمال مدينة المعسكر لاستكمال دراسته، ثم انتقل إلى مدينة وهران حيث تلقى التعليم على يد مجموعة من العلماء في مجالات مثل أصول العلوم والتاريخ والأدب العربي، وقضى عامين في هذه التجربة. بعد ذلك، تزوج من ابنة عمه خيرة بنت أبي طالب، ثم عاد إلى مسقط رأسه ليعمل مُعلمًا.
توفي الأمير عبد القادر الجزائري في عام 1883م في دمشق، عن عمر يناهز 76 عامًا، ودفن في حي الصالحية، ثم نُقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965م ليُدفن في المقبرة العليا.
أحدث التعليقات