بك يا زمان أعبّر عن غربتي.
إن كانت الشكوى تُخفف من معاناتي،
فقلبي يمُرُّ بهموم تعصره.
ويزداد همِّي في ظلمة العزلة.
يا قلب، أتيتُك بنصيحة،
فابقَ بعيدًا عن محنتي.
إن الغريب قد عانى أيام الشقاء،
فشرب كأس المرارة في سنوات غربته.
لقد كان نومي هانئًا على الثرى،
بدون شكوى أو معاتب يستهزئ.
لم يكن هناك همٌّ بالزمان وكربه،
ولا سهادٌ يُشتّت راحتي.
عُرِفت في ابتساماتي وما زلت،
حتى طالتني ما يُنغّص بسمتي.
إذا أبتسمت دمعة فرح،
حتّى أسجّل بهجتي.
أو فاجأتني الحزن بدموع مريرة،
تتدفق الدموع وتؤلم مقلتي.
واليوم أُفرغ دمع عيني بالبكاء،
ناحيةً لما فات مني، ويبقى الندم.
جفت دموعي من فواجع ما أرى،
لكن صبري في الأزمات هو قوتي.
أتمنى زراعة الكلمات الجميلة،
في قلوب الناس جميعًا.
وأن تسافر المحبة من قلبي،
إلى الشرفات والبيوت.
كما تسافر المراكب إلى الجزر،
المنتشرة في كل مكان.
جئت من شوقي أعاني،
في الهوى تجاوزات الزمان.
أرسل الأشعار لحنًا،
صادقًا عذبًا ومؤثرًا.
فجأة، بعد عمري،
لن أرى أغلى الأماكن.
وتعاني مني مشاعري،
كاليتيم المُعَذَّب.
يارَبعًا لن أراها،
عشتُ يومًا في أكنافها.
كانت النفس تغني،
وترى فيها شبابها.
ورياضًا كم طفنا،
وانطلقنا في سمائها.
ستبقى في خيالي،
كالجنان في بهائها.
إن رحلت الآن، قلبي،
سوف أهديك وحبي.
ودموعي ستروي،
قصة الشوق في طريقي.
وعلى الذكرى سأبقى،
أقسم بالله ربي.
لست أنساك يا حبي،
بين أضلعي، ستبقى بحياتي.
موطني، يا عزيز ذاتي،
يا ربيع الأمنيات.
أنت ملاذي،
حينما تصعب الحياة.
أنت في قلبي شراع،
كان لي طوق النجاة.
سيتواصل العشق فيك،
حتى الممات.
آه من هم الفراق وعذاب الغربة،
آه من برد الشتاء وحرقة الأشواق.
يا زمن، عُد لي، أتوسل إليك،
حتى أستطيع الجواب على ما في قلبي.
جاء يواجه الهموم والصعوبات،
يريد أن يسعف قلبًا منكسرًا.
وقلبي الذي فقدته، يحارب من أجله،
كلما ذكرته، ينادي علي.
كم من مشاعر تعتمل في داخلي،
وكم من بيوت من بحور الشعر تشكو لي.
واللحون التي تأتي على لساني،
تستبيح الدموع وسط العيون.
الفضاء ضيق علي، شرقه وغربه،
بعد أن فقدت رفاقي، تخلّيت عن الأوطان.
يا أهلي، كيف يزول الشوق مع قدر الفراق،
والله أعلم أين موقعي وأين مكاني.
ما رحلت من الديار ومع رفاقي،
إلا وأنا أُخطط للنجاح.
بتعزّى اللهم في كرمك،
فأنت الذي تهديني الأركان الأربعة.
أنا واحد وأنت واحد، نخشاه،
وأنت ربي عالم بحسناتي وزلاتي.
أحدث التعليقات