عُرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه مؤسس إحدى أقوى الإمبراطوريات في التاريخ. تشكلت هذه الإمبراطورية بعد انهيار إمبراطوريتَي فارس وروما، حيث شهدت تلك الفترة العديد من المعارك والفتوحات، بما في ذلك غزو العراق وبلاد فارس، معركة القادسية، وفتح بلاد الشام ومصر، وغيرها من البلدان. في هذا المقال، سنتناول أبرز الفتوحات التي أنجزها عمر بن الخطاب.

أهم فتوحات عمر بن الخطاب

أجرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه العديد من الفتوحات، ومن أبرزها:

كما يمكنك الاطلاع على:

فتح دمشق

• في السنة الرابعة عشرة من الهجرة، خلال شهر رجب، يُذكر أن المسلمين كانوا قد تجمعوا تحت قيادة أميرهم خالد، واستمر الحصار لدمشق لمدة 14 شهراً قبل أن يفتح الله عليهم.
• حصل الفتح في أحد ليالي منتصف شهر رجب، بعد قتالٍ عنيف مع الرومان بقيادة باهان، أسفر عن هزيمة العدو وإغلاق أبواب المدينة على نفسها.
• عندما علم خالد بأن الرومان يقيمون احتفالاً، أعد السلالم لدخول المدينة ليلاً وقد نجح صحابته في اقتحام السور.
• فتحوا الباب لباقي الجيش، واتفق خالد مع أهل دمشق على معاهدة سلم، وأرسل ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

فتح حمص وبعلبك

• تمت فتح حمص وبعلبك بعد فتح دمشق، حيث قاد أبو عبيدة -رضي الله عنه- جيشاً يتكون من 12 ألف مقاتل، وتم الفتح بسلام في نهاية السنة الرابعة عشرة للهجرة، ويُقال بأن حمص فتحت في السنة الخامسة عشرة.
• حمص كانت إحدى قواعد هرقل، الذي كان يُرسل جنوده لمقاتلة المسلمين، ولكن عند وصول أبو عبيدة، تصدى له جيش العدو، مما اضطر أبو عبيدة لإرسال جيش بقيادة خالد الذي دخل المدينة لاحقاً.
• حاصَرَ المسلمون أهل حمص حتى خافوا على أنفسهم، فوافقوا على الخضوع للحكم الإسلامي مقابل دفع الجزية والحماية.

كما يمكنك التعرف على:

فتح الأردن

تم فتح الأردن بقيادة شرحبيل بن حسنة، باستثناء طبرية التي تمت معاهدتها بسلام بأمر من أبي عبيدة، وفي السنة الخامسة عشرة من شهر رجب، وقعت معركة اليرموك حيث كان عدد الرومان يفوق 100 ألف بينما لم يتجاوز عدد المسلمين 30 ألفاً، مما أدى إلى خروج هرقل من أنطاكية إلى القسطنطينية.

فتح بيت المقدس

• تم فتح بيت المقدس في السنة السادسة عشرة من الهجرة بعد أن استشار عمرو بن العاص عمر رضي الله عنهما بشأن الأمر، وتبع ذلك معركة أجنادين.
• أرطبون، قائد الرومان، قام بتوزيع جنوده في المدينة منتظراً تحركات المسلمين، وركز عمرو على محاربة الرومان في فلسطين قبل توجهه لاحتلال القدس.
• حاصر عمرو إيليا لمدة ثلاثة أيام ثم بدأ في هجومه، واستمر ذلك أحد عشر يوماً حتى جاء المدد من أبي عبيدة وخالد، مما أعطى أهل إيليا سبباً للخوف، واستمر الحصار حتى استسلموا.

فتح مصر

• بعد الاستقرار في بلاد الشام والجزيرة العربية في السنة العشرين من الهجرة، قدم عمرو بن العاص بجيشه إلى مصر، التي كانت تحت الحكم البيزنطي.
• في طريقهم لتحرير مصر، وقعت معركة عين شمس التي انتصر فيها عمرو، وبعدها أرسل إلى عمر بن الخطاب يطلب المدد، الذي قدم له الدعم المطلوب.
• وافقت أهل مصر على شروط السلام ودفع الجزية، وتم فتح الإسكندرية بعد حصارها ورضاهم بالتحكم الإسلامي.

مدن أخرى فتحت في زمن عمر بن الخطاب

عوامل نجاح الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب

تعددت الأسباب التي أدت إلى نجاح الفتوحات في فترة عمر بن الخطاب، ومن أهمها:

• ارتفاع الروح المعنوية بين صفوف جيش المسلمين.
• وضوح الهدف الذي يُحاربون من أجله، ورغبتهم في الشهادة.
• إيمانهم بالله وبقدرته على النصر.
• تآلفهم العسكري مع الدين الحنيف.
• سعيهم لنيل رضا الله تعالى وشجاعتهم البارزة.
• تسامحهم مما ساهم في كسب قلوب الآخرين.
• سياسة العدالة والمساواة والأمن التي اتبعها عمر بن الخطاب والتي ساعدت كثيراً في تحقيق هذه الفتوحات.

نتائج الفتوحات الإسلامية وآثارها على العالم

أنجبت الفتوحات الإسلامية آثاراً عديدة على المجتمعات المختلفة، ومنها:

• تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الناس، ومنحهم حرية دينية وتنميتها.
• تحويل المسلمين من شعوب عادية إلى قوة منتجة تسهم في الحضارة.
• ازدهار البلاد الإسلامية مما أدى إلى شعور المسلمين بالأمن والاستقرار والازدهار.