آيات تشير إلى علم الله عز وجل

(هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ)

قال الله تعالى في كتابه الكريم: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)، وهذه الآية تشير إلى علم الله عز وجل الكامل بنا منذ نشأتنا، إذ خلق الله والدنا آدم عليه السلام من التراب، وهو أعلم بنا عندما كنا أجنة في بطون أمهاتنا. والأجنة هنا جمع جنين، وسميت بهذا الاسم لعدم وضوحها في بطون الأمهات.

الرسالة هنا تفيد بأن الله تعالى يعلم أحوالنا منذ بداية خلقنا حتى نهايتنا، لذا ينبغي ألا نتفاخر بأنفسنا أو نقلل من شأن الآخرين، خاصة في معايير التقى والصلاح، لأن العلم الحقيقي عند الله وحده. وبهذا، يتم التأكيد على ضرورة الخوف من العواقب، إذ يعرف الله من هم الأتقياء من بيننا، وهذا المعرفة تمت قبل أن نخرج إلى الحياة.

تدل آيات الله أيضًا على علمه بأحوال الناس منذ إنشائهم، فضلاً عن علمه الدائم بحالة البشر منذ وجودهم كأجنة. هذا توجيه لإظهار أن الله اختار من هم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحق، وأولئك الذين يعبدون الباطل.

تنوه هذه الآية أيضًا بأن الله يعلم بمكانة المؤمنين المتقين، مما يلغي الحاجة إلى إعلان معايير التقى، فالمجتمع يجب أن يتجنب تزكية النفس. وتشير إلى أن عاقبة كل من هي على التقى ومع من يكون على غير ذلك، محفوظة عند الله.

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ)

الله تعالى يقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ). في هذه الآية تذكير بعظم خلق الإنسان وامتلاك الله العليم لما يخطر ببال الإنسان من وساوس. الوسوسة تعني حديث النفس، والله تعالى قريبًا من عبده بمعرفة أحواله أضعاف ما يعرفه الإنسان عن نفسه.

(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)

في قوله -تعالى-: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)، يوضح الله عدم تساوي المتضادات في حكمته، فكما أنه لا يساوي بين الأعمى والبصير، كذلك لا يساوي بين المؤمن والكافر، ولا المهتدي والضال، ولا الضمير الحي والميت. حين تعرف هذه الفروقات، يتوجب عليك اختيار ما ينفعك عند الله يوم القيامة.

(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ)

قال الله تعالى: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ). بهذا الحوار بين لقمان وابنه، يؤكد الله تعالى أن جميع أعمال الإنسان، سواء كانت صغيرة كالخردل أو مخفية في الصخرة، معروفة ومكافئة من قبله. فهذا يشير إلى أن الله محيط بدقائق الأمور، ويشدد على أهمية الخشية والخوف من الله لأنه يعلم كل شيء.

(قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)

في قوله -تعالى-: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا)، يرتبط الحديث بعلم الله الخفي. عندما نازع أصحاب الكهف حول المدة التي لبثوا فيها، كان الرد من الله أنه علمه الخاص، وهذا يعكس عظمة العلم الإلهي حيث لا يخفى عليه أي من أحوال الموجودات. الله لا يشارك معه أي أحد في حكمه، وهذا هو بيان مظهر عظيم من علمه الغيبي.

ملخص المقال: تتحدث الآيات الكريمة عن علم الله -سبحانه وتعالى- بمعارف متعلقة بالأجنّة وأسرار النفس، كما تشير إلى عدم تساوي النور والظلام.

Published
Categorized as إسلاميات