مع ما مرّ به المسلمون من تشتت وضعف في الهوية الداخلية، كان إرساء الأسس العامرة بالتفاعل والتقارب من أولويات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحظة دخوله المدينة التي أضاءها بنور دعوته. وتمثلت هذه الأسس في إنشاء مسجد يجمع الناس حوله، حيث يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، مساعدة المحتاجين، وتعليمهم أمور دينهم، ويعتبر نقطة انطلاق لدعوة الإسلام في أرجاء الأرض، التي كانت تشتاق إلى هذا الدين العظيم.
تُعتبر المساجد ذات قيمة كبيرة في قلوب المسلمين، حتى ذلك الذي يقام في المجتمعات غير المسلمة، حيث تكتسب قداستها بين الناس. فهي تمثل الأساس الذي انطلق منه الفتح الإسلامي، كما أنها تُمثل مركزًا محليًا لمناقشة هموم ومشاكل المجتمع ومساعدته في تخطي الصعوبات وتقريب المسافات بين أفراده. ومن المهم توضيح الآداب المرتبطة بدخول المسجد والصلاة فيه، وهي كما يلي:
هذه بعض الآداب التي يجب على زوار المساجد الالتزام بها، وهذه الآداب ليست مقتصرة فقط، بل يمكن للمصلين استحسان وتطبيق أي أمر يتماشى مع منفعة الناس، شرط ألا يسبب أي ضرر لأحد من المسلمين. يجب على المسلم أن يتذكر أن هذه المساجد هي بيوت الله -سبحانه وتعالى-.
سلط الله -سبحانه وتعالى- الضوء على أهمية المسجد في القرآن الكريم، حيث وردت آيات عديدة تتحدث عن قدره وقدسيته، ومن أبرز هذه الآيات ما يلي:
لقد أثبت المسجد كونه منارةً للعلم والتربية، حيث كانت تُعقد فيه العديد من المجالس العلمية والأدبية والتربوية، التي تهدف إلى بناء جيل واعٍ، مؤمن بالله -تعالى-، ضليع في جميع العلوم الدينية والدنيوية، وقادر على إحداث النهضة في الأمة. ويُعتبر مسجد قرطبة في الأندلس خير مثال على ذلك.
أحدث التعليقات