يُعتبر الإنفاق في سبيل الله -تعالى- من أسمى وأجل العبادات التي يقوم بها المسلم، حيث يشمل الزكاة المفروضة والصدقات التطوعية. وقد أكد الله -تعالى- على أهمية الزكاة من خلال ربطها بالصلاة في ثمانية وعشرين موضعاً. وللإنفاق في سبيل الله آدابٌ يجب على المسلم الالتزام بها، سواءً كانت متعلقة بعلاقته مع الله -تعالى- أو بالمحتاجين الذين يستقبلون الصدقة.
يجب على المنفق في سبيل الله -تعالى- مراعاة مجموعة من الآداب أثناء تقديم الصدقات، ومنها:
يجب أن تكون الدوافع للصدقة هي إرضاء الله -تعالى- فقط، ولا يجوز استخدام الصدقة لأغراض أخرى مثل الرياء أو المكسب المادي، إذ إن إخلاص النية يُعتبر شرطاً أساسياً لقبول الصدقة.
يجب أن تكون الصدقة من مال طيب، حيث أن الله -تعالى- طيب ولا يقبل إلا الطيبات. كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طَيِّبًا).
ويُفضل أن تكون الصدقة من أطيب ما يملك المسلم. يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ومِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ…).
لا ينبغي الانتظار للشكر من أي شخص كان، بل يجب أن تكون النية خالصة لله -تعالى- فقط.
ينبغي أن يُظهر المسلم شكره لله -تعالى- على نعمه وتوفيقه لأداء هذا العمل الصالح.
يجب أن يُقدم الصدقة بتواضع، دون تكبر، فالله -تعالى- غني عن العالمين.
توجد آداب خاصة يجب مراعاتها عند تقديم الصدقات للمحتاجين، ومنها:
يجب ستر حاجة الفقراء ومنع إحراجهم، وقد عظم الله -تعالى- صدقة السر، حيث قال: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ…).
لا ينبغي أن يتوقع المنفق أي عائد، سواءً كان مادياً أو معنويًا، بل يجب أن يكون هدفه هو رضى الله -تعالى-.
قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى…).
إذا لم يكن هناك مال، يجب التحدث بكلام حسن، كما قال الله -تعالى-: (وَإِمّا تُعرِضَنَّ عَنهُم… فَقُل لَهُم قَولًا مَيسورًا).
يجب تجنب تصوير المحتاجين أو إجراء المقابلات معهم لأغراض الدعاية، فقد جاءت الصدقة لتخفيف الحرج عن الناس.
يجب على المسلم الانتباه إلى بعض النقاط عند تقديم الصدقات، ومن هذه النقاط:
أحدث التعليقات