أولى الله -تعالى- اهتمامًا كبيرًا بموضوع الإيمان باليوم الآخر، حيث يُعدّ هذا الإيمان تذكيرًا دائمًا للعباد بموعد هذا اليوم الذي لا مفر منه. إذ يسعى الكثير من الناس للاهتمام بالدنيا وما فيها من متع وشهوات دونما إدراك أن هناك نهاية لهذه الحياة. كما أوضح الله -تعالى- بقوله: (أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ؟ فَمَا مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ). وعندما يصدّق العبد بقدوم هذا اليوم، فإنه يسعى لأداء الأعمال الصالحة التي تقرّبه إلى الله -تعالى- لتحقيق رضاه ونيله الجنة. ومن آثار الإيمان باليوم الآخر أن يدرك العبد أن حياة الدنيا قصيرة، وأن نعيمها زائل، وهي مجرد جسر لحياته الآخرة التي ستكون مليئة بالنعيم المبارك والثواب الجزيل على الأعمال التي أخلص فيها النية لله -تعالى-. وفيما يلي بعض الآثار المهمة لهذا الإيمان:
الإيمان باليوم الآخر يُعد ركنًا أساسيًا من أركان الإيمان، حيث لا يكتمل إيمان العبد إلا بالإقرار الجازم بوقوع هذا اليوم وما يحتويه من أحداث. وقد اهتم القرآن الكريم بتناول هذا اليوم في العديد من المواضع، وقد تم الربط بين الإيمان بالله -تعالى- وبين الإيمان باليوم الآخر في كثير من الآيات، مثل قوله -تعالى-: (ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ). كما أن القرآن الكريم أشار إلى العديد من الأسماء التي تعكس هذا اليوم، مثل يوم الدين، ويوم الحساب، ويوم الخلود، وغيرها من الأسماء التي جاءت في عدة سور.
اليوم الآخر يمثل نهاية الحياة الدنيا، ويبدأ هذا اليوم بقيام أشراط الساعة، والتي لا يعلم وقت حدوثها إلا الله -تعالى-؛ كما جاء في القرآن: (إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ). وتنقسم علامات الساعة إلى قسمين: علامات الساعة الصغرى، والتي تسبق العلامات الكبرى بكثير؛ وهذه علامات ذكرها في الأحاديث الصحيحة، مثل بعثة النبي محمد -عليه السلام-، وموته، وكثرة الفتن والقتل. ومن علامات الساعة الكبرى، والتي تكون مباشرة قبل قيام الساعة، مثل ظهور المهدي، والمسيح الدجال، ونزول سيدنا عيسى -عليه السلام-.
ومن الأحداث المرتبطة باليوم الآخر بعث العباد من قبورهم، حيث يُحشر المؤمنون كما جاء في الكتاب: (يَومَ نَحشُرُ المُتَّقينَ إِلَى الرَّحمـنِ وَفدًا). وأما الكفار فيُحشرون بما يؤكد القرآن: (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ…). بعد ذلك، يحضر الأنبياء والشفعاء، ويبدأ عرض الأعمال حيث يتم وزنها. ثم يحظى المؤمنون بشفاعة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويتناولون الماء من الحوض الممدود. وفي نهاية المطاف، يُعبر العباد على الصراط، ويدخل المؤمنون الجنة والبعض الآخر يدخل النار كعقاب لهم.
أحدث التعليقات