يتميز الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، والمعروفة أيضًا بالمغولية أو التثالث الصبغي 21، ببطء نموهم وضعف عام في العضلات، وهو ما يؤثر سلباً على قدرتهم على الرضاعة وتناول الطعام، بالإضافة إلى صعوبة في تثبيت الرأس. ولكن، مع مرور الوقت، تتحسن هذه الصعوبات. ومن المهم الإشارة إلى أن حجم هؤلاء الأطفال عند الولادة يكون غالبًا مشابهًا لأحجام الأطفال العاديين. بصفة عامة، يمتلك الأفراد المصابون بمتلازمة داون سمات جسدية معينة، إلا أن هذه السمات قد تختلف من شخص لآخر، ومن أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يلي:
على الرغم من التشابه في المظهر الجسدي بين الأفراد الذين يعانون من متلازمة داون وغيرهم، إلا أن قدراتهم العقلية والفكرية قد تكون أقل قليلاً. تتراوح القدرات الفكرية بشكل عام بين الخفيفة والمتوسطة، وفي حالة وجود مشكلة عقلية خفيفة، يمكن للشخص المصاب الاستمرار في ممارسة أنشطته اليومية، مثل القراءة والوظائف واستخدام وسائل النقل العامة. بالمقابل، يحتاج ذوو القدرات العقلية المتوسطة إلى دعم إضافي لأداء تلك الأنشطة. وفيما يلي تلخيص لبعض القضايا الذهنية والإدراكية التي قد يواجهها المصابون بهذه المتلازمة:
من الإيجابي أن الأفراد المصابين بمتلازمة داون يستمرون في اكتساب المهارات طوال حياتهم. لتحقيق أهداف مهمة مثل المشي والتحدث وتطور المهارات الاجتماعية، يحتاجون فقط إلى مزيد من الوقت. يمتلك الأطفال المصابون بمتلازمة داون مهارات اجتماعية فريدة تمكنهم من التواصل مع الآخرين بطرق غير لفظية، حيث يعتمدون بشكل كبير على الأساليب البصرية للتفاعل مع المعلومات بطريقة أكثر فعالية.
على الرغم من التحديات العديدة التي تواجه نمو وتطور الأفراد المصابين بمتلازمة داون، إلا أنهم يمتلكون قدرات وإمكانات تساهم بشكل كبير في تشكيل شخصياتهم ونظرة المجتمع إليهم. فهم ليسوا مجرد أفراد يحملون كروموسومًا إضافيًا؛ بل لديهم مهارات وإمكانات تمكّنهم من عيش حياة مستقلة وكريمة إذا حصلوا على الفرصة والدعم المناسب. يمكن للأطفال المصابين بمتلازمة داون الالتحاق بالروضات والمدارس الابتدائية والثانوية مثل أقرانهم، بينما البالغون يمكنهم الاستفادة من التدريب المهني بعد التعليم، مما يؤهلهم للعمل والانخراط في المجتمع كأفراد منتجين ذوي تأثير إيجابي.
قد يُجري الأطباء فحصًا أثناء فترة الحمل لتحديد ما إذا كان الجنين قد يكون مصابًا بمتلازمة داون، بناءً على عوامل خطر معينة. إذا أظهرت الفحوصات احتمالية الإصابة، يتم التواصل مع طبيب مختص لإجراء فحوص تشخيصية دقيقة. تعتبر فترة الحمل مرحلة هامة للتشخيص، حيث تبدأ الأعراض غالبًا في الظهور بعد الولادة بفترة قصيرة. يجب متابعة الرضع والأطفال المصابين بمتلازمة داون بشكل دوري عند أطباء مختصين، حيث يشرف الطبيب على صحتهم والأعراض الملاحظة، ويحدد مواعيد سنوية لمراجعة حالتهم وتطورها بالتنسيق مع مجموعة من العيادات المتخصصة.
أحدث التعليقات